ليلة اليراعة الشجاعة

ليلة اليراعة الشجاعة



في يوم من الأيام، كان هناك صبي صغير يدعى ليو يعيش في قرية صغيرة تقع على حافة غابة كثيفة. كان ليو يحب اللعب في الخارج خلال النهار، مطاردًا الفراشات ومتسلقًا الأشجار. ولكن عندما كانت الشمس تغرب، والسماء تظلم، كان ليو يهرع إلى الداخل، يغلق نوافذه، ويختبئ تحت بطانيته.


كان ليو يخاف من الظلام.


في إحدى الأمسيات، بينما كان يحدق من نافذة غرفته في السماء المرصعة بالنجوم، لاحظ ضوءًا صغيرًا يومض بالقرب من حافة الغابة. شعر بالفضول لكنه تردد، فركز نظره أكثر. كان الضوء يتحرك صعودًا وهبوطًا، يقترب أكثر فأكثر حتى حط على حافة نافذته.


لقد كانت يرَاعة! يرَاعة صغيرة مضيئة، بحجم حبة الرخام، ترفرف بجناحيها الرقيقين.


“مرحبًا”، قالت اليراعة، ووميضها يخفت بهدوء. “لماذا تختبئ هنا؟”


“أنا خائف من الظلام”، همس ليو، متشبثًا ببطانيته بإحكام.


مالت اليراعة بجسدها المتوهج. “الظلام ليس مخيفًا. إنه مليء بالعجائب والسحر! دعني أريك.”


تردد ليو، لكنه شعر بشجاعة غريبة تتصاعد داخله. “حسنًا”، قال، متبعًا نصيحة اليراعة الصغيرة.


قادته اليراعة إلى الخارج، وكانت توهجها الهادئ ينير الطريق. ولاحظ ليو أشياء لم يرها من قبل أثناء رحلته في الليل.


الأشجار لم تكن وحوشًا مخيفة—بل كانت حراسًا شامخين يهمسون بأغاني هادئة مع الرياح. وصوت صرير الصراصير كان أشبه بسيمفونية تشجعهما.


“انظر!” قالت اليراعة وهي تحلق فوق رقعة من الأزهار. “زهور القمر تتفتح فقط في الظلام. لا يمكنك رؤيتها في النهار.”


انبهر ليو بالزهور الفضية التي تتوهج تحت ضوء القمر. “إنها رائعة!”


وفي أعماق الغابة، التقيا ببومة ذات عيون كبيرة مستديرة. “من هذا؟” سألت البومة.


“هذا ليو”، قالت اليراعة. “يتعلم رؤية سحر الليل.”


“حسنًا، مرحبًا يا ليو”، قالت البومة. “الليل هو وقتي المفضل. أستطيع أن أرى كل شيء بوضوح بفضل عينيّ الكبيرتين. جرب النظر إلى النجوم؛ إنها تحكي قصصًا.”


رفع ليو رأسه ورأى سماءً مليئة بالأضواء المتلألئة. “واو! إنها مثل كتاب صور عملاق!” قال بحماس.


“بالضبط!” قالت اليراعة. “الظلام ليس فارغًا—إنه مليء بالمفاجآت.”


ومع كل عجيبة جديدة، كان خوف ليو يتلاشى. رأى خفافيشًا تحلق مثل راقصين ظليين وفطرًا متوهجًا يضيء أرض الغابة كفوانيس صغيرة. وأخيرًا، وصلوا إلى منطقة مفتوحة حيث ترقص اليراعات في الهواء، وأضواؤها تومض بتناغم.


“هذا”، قالت اليراعة، “هو ما يمنحك إياه الظلام. إنه ليس مخيفًا؛ إنه نوع مختلف من النور.”


ابتسم ليو لأول مرة في الليل. “أنت محقة. الظلام ليس مخيفًا. إنه مذهل!”


ومنذ تلك الليلة، لم يعد ليو يخاف من الظلام. بل أصبح ينتظر غروب الشمس بفارغ الصبر ليستكشف العالم السحري في الليل مع صديقته الشجاعة المضيئة.


وفي كل مساء، بينما تلمع النجوم في السماء، كان ليو يقول: “شكرًا لكِ، أيتها اليراعة الصغيرة، لأنك أريتني سحر الظلام.”


النهاية.



الوسوم
ظلام قصص عربية

🔙 الرجوع للقصص